التاريخ : 2017-10-28
في وداع العامر
صالح الراشد
غادرنا عامر عدس بصمت، فحول جلساتنا الى صمت، حياته كلها كانت صمت، فهو هادىء كنسيم الفجر لحظة تسوقه قدميه الى حيث يحب لأداء صلاة الفجر، وتجده في سكونه بحر واسع من العمل والالم دون ان تسمع صوت الالم بين شفتيه.
غادرنا بوقاره الدائم وبسمته الهادئة وصوته الساكن، غادرنا وترك الالم يعتصر قلوبنا فنتسابق الدمعات من العيون ، فكلها تنعى هذا الرجل الساكن فينا حبا واحتراما، غادرنا فارس كسب الأصدقاء فلا مكان للاعداء في حياته.
لحق بمن سبقوه من فرسان رياضتنا التي خطف الموت مظهر الفيصلي وفخري الوحدات وعامر الجزيرة، تسابق الموت ليخطفهم ويترك حسرة في كل نادٍ.
العامر حيّا وميتا لم يخرج من ألجزيرة فهو لا يجيد فن العوم خارجها ولا يعشق الحياة الا على شطأنها المترامية الاطرف مخلصا في حبها مانحها جل وقته وتفكيره فكان علامة الجزيرة واحد راياتها.
كان محبوبا رغم اختلافات التنافس فلا خلافات له مع المنافسين، فكان مرهما يشفى بحديثه ومواقفه اختلافات الإخوة في كرة القدم الاردنية، فكان العمود الذي يجتمع الجميع حوله بحثا عن حلول ترضي الجميع وترسم دروب الرضا لوطن يقدس الكل ترابه الحنون الذي يمنحهم الحياة فوقه ويحتضنهم بحنان وهم تحته.
رحم الله عامر عدس فارس الجزيرة ونخلتها واسكنه فسيح جنانه فقد هاش محبوبا ومات رضيا.
عدد المشاهدات : [ 12232 ]